لقد لفتت وفاة الممثل الشهير تشادويك بوسمان (الذي لعب دور النمر الأسود في فيلم مارفل سينما) الانتباه إلى سرطان القولون. لم يكن يعاني من السمنة، ولم يكن يعيش حياة خاملة، وهذا يعكس حالة العديد من المرضى الذين يعانون من سرطان القولون. يصاب الناس بالصدمة عندما يتم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون. في البداية، لن تشعر بالمرض بالطريقة المعتادة، ولن تعاني من أي ألم، ولن تعتقد أن هناك أي شيء خطير يمكن أن يكون خطأً فيك. قد تكون هناك علامات خفية يتجاهلها الناس عادةً.
على مستوى العالم، يعد سرطان القولون ثاني أكبر سبب للوفاة المرتبطة بالسرطان وثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا. تم كتابة هذه المدونة على أمل تشجيع القارئ على الثقة في غرائزه واتخاذ الإجراءات إذا شعر أن هناك شيئًا غير صحيح. يعد الاكتشاف المبكر أمرًا بالغ الأهمية، وإذا ساعدت هذه المعلومات حتى شخصًا واحدًا في اكتشاف المرض قبل فوات الأوان، فسيكون من المفيد مشاركتها.
ما هو سرطان القولون؟
سرطان القولون يحدث سرطان القولون عندما تنمو خلايا غير طبيعية في القولون أو المستقيم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مكونة كتلة تسمى الورم. القولون هو جزء من الأمعاء الغليظة التي تمتص الماء والأملاح من بقايا الطعام. المستقيم هو الجزء الأخير من الجهاز الهضمي الذي يخزن البراز قبل طرده من الجسم. في حين أن سرطان القولون يمكن أن يؤثر على أي جزء من القولون، إلا أنه يبدأ عادة في القولون السيني أو المستقيم.
ما هي أنواع سرطان القولون؟
تشمل أنواع سرطان القولون المختلفة ما يلي:
- غدية: الشكل الأكثر شيوعًا لسرطان القولون، والذي ينشأ من الخلايا الغدية في بطانة القولون أو المستقيم
- الأورام السرطانية: نادرة وتنشأ من الخلايا المنتجة للهرمونات في الجهاز الهضمي
- أورام انسجة الجهاز الهضمي (GISTs): نوع نادر من السرطان يتطور في النسيج الضام للجهاز الهضمي
- الليمفوما: على الرغم من ندرة حدوثها، إلا أنها قد تحدث أيضًا في القولون، مما يؤثر على الأنسجة الليمفاوية.
التاريخ الصحي والمخاوف الأولية
قبل ظهور أي أعراض، عادة ما يعتبر المرضى أنهم يتمتعون بصحة جيدة إلى حد ما. فالأفراد الذين يظلون نشطين، ولا يعانون من أي حالات طبية خطيرة، وليس لديهم أي تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون، لا يشعرون بالقلق عادة بشأن الإصابة بالمرض. وقد يظن المرء أن هذا المرض يصيب في الغالب كبار السن الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
في البداية، قد تلاحظ تغيرات في جسمك مثل الشعور بالتعب أكثر من المعتاد أو تقلصات خفيفة في المعدة لا تدوم طويلاً. وقد يؤدي هذا إلى اعتقادك أنه لا يوجد ما يدعو للقلق.
الشيء التالي الذي قد تلاحظه هو وجود دم في البراز. ليس كثيرًا، مجرد كمية صغيرة، ولكن يجب أن تكون كافية لجعلك تتوقف وتفكر في صحتك. ربما سمعت أن الدم في البراز قد يكون علامة على البواسير، لذا لا داعي للذعر على الفور. إذا استمر ظهور الدم بشكل متقطع على مدار بضعة أسابيع، فيجب عليك إجراء فحص.
ما هي علامات وأعراض سرطان القولون؟
قد يؤدي الألم والتعب، الشائعان لدى مرضى سرطان القولون، إلى انخفاض جودة الحياة بشكل عام. وليس من المستغرب أن يتم التعرف على غالبية مرضى سرطان القولون بسبب العلامات والأعراض وليس عن طريق الصدفة أو من خلال الفحص.
تختلف أعراض سرطان القولون حسب موقع السرطان داخل القولون أو المستقيم. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- تغيرات في حجم البراز
- نزيف الجهاز الهضمي
- ألم في البطن
- الإمساك (خاصة عند المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 65 إلى 79 عامًا)
في المرضى الذين تبلغ أعمارهم 80 عامًا أو أكثر:
- فقدان الوزن أكثر شيوعا
- الأعراض الأولية هي تغيرات في حجم البراز، وألم في البطن، ونزيف في الجهاز الهضمي.
في حالات أقل شيوعا، قد يعاني بعض المرضى من انسداد في البطن.
كيف يتم تشخيص سرطان القولون؟
يتم تشخيص سرطان القولون من خلال التاريخ الطبي والفحوصات الجسدية واختبارات التصوير والاختبارات المعملية. فيما يلي بعض طرق التشخيص الأكثر شيوعًا:
اختبارات البراز
يمكن للاختبارات مثل اختبارات الدم الخفي في البراز (FOBT) أو الاختبارات الكيميائية المناعية في البراز (FIT) اكتشاف كميات صغيرة من الدم في البراز، والتي قد تشير إلى وجود سرطان القولون. هذه الاختبارات أقل تدخلاً ولكنها غالبًا ما تتطلب اختبارات تشخيصية إضافية إذا تم اكتشاف أي تشوهات.
تنظير القولون
يمكن أن يكشف تنظير القولون عن أي نمو غير طبيعي في القولون والمستقيم بالكامل ويزيله. إذا تم العثور على أي مناطق مشبوهة، يمكن أخذ خزعات لمزيد من الفحص. يجب على الأشخاص المعرضين لخطر متوسط الخضوع لتنظير القولون كل 10 سنوات.
التنظير السيني
يمكن أن يكشف التنظير السيني عن الأورام غير الطبيعية في المستقيم والقولون السيني ويزيلها. وغالبًا ما يستخدم لأغراض الفحص، ولكنه أقل شمولاً من التنظير الكامل للقولون. يجب على الأشخاص المعرضين لخطر متوسط الخضوع للتنظير السيني كل 5 أو 10 سنوات.
تصوير القولون بالتصوير المقطعي المحوسب (تنظير القولون الافتراضي)
تعتبر عملية تنظير القولون الافتراضي أقل تدخلاً من عملية تنظير القولون القياسية ولكنها قد تتطلب إجراء تنظير القولون القياسي مرة أخرى لإزالة أي أورام حميدة موجودة. يوصى بإجرائها كل 5 سنوات.
اختبارات الدم
يمكن أن تكشف فحوصات الدم، مثل تعداد الدم الكامل (CBC)، عن فقر الدم الناجم عن النزيف المزمن، في حين يمكن استخدام اختبارات أخرى مثل مستضد السرطان الجنيني (CEA) لمراقبة العلاج ولكنها ليست موثوقة للتشخيص الأولي.
كيف يتم علاج سرطان القولون؟
وفيما يلي بعض خيارات العلاج لسرطان القولون:
العمليات الجراحية
الاستئصال الجراحي للورم أو الجزء المصاب من القولون هو العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان القولون الموضعي. قد يقوم الجراح بإزالة الورم مع هامش من الأنسجة السليمة وقد يزيل أيضًا العقد الليمفاوية القريبة للتحقق من انتشار السرطان.
يمكن أن تكون الجراحة من النوعين التاليين:
- استئصال القولون: إزالة جزء من القولون أو القولون بأكمله.
- جراحة المناظير: نهج أقل تدخلاً يستخدم شقوقًا صغيرة وكاميرا لتوجيه الجراحة.
العلاج الكيميائي
يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية لقتل الخلايا السرطانية أو إيقاف نموها. ويمكن استخدامه قبل الجراحة (علاج مساعد) لتقليص حجم الأورام أو بعد الجراحة (علاج مساعد) للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية ومنع تكرار ظهورها.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة قوية لاستهداف الخلايا السرطانية وقتلها. ويستخدم هذا العلاج بشكل أكثر شيوعًا لعلاج سرطان المستقيم، ولكن يمكن استخدامه أيضًا لعلاج سرطان القولون إذا انتشر الورم.
العلاج الموجه والعلاج المناعي
تركز العلاجات المستهدفة على أهداف جزيئية محددة تشارك في نمو وانتشار الخلايا السرطانية. يمكن أن تكون هذه العلاجات أكثر فعالية وتسبب آثارًا جانبية أقل من العلاج الكيميائي التقليدي. قد يكون العلاج المناعي، الذي يعزز جهاز المناعة في الجسم لمحاربة السرطان، خيارًا أيضًا لبعض سرطانات القولون المتقدمة.
الرعاية التلطيفية
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من سرطان القولون المتقدم أو النقيلي، فإن الرعاية التلطيفية مهمة لتحسين نوعية الحياة من خلال إدارة الأعراض وتوفير الدعم العاطفي، حتى لو كان العلاج غير ممكن.
ماذا يمكننا أن نفعل بشأن ارتفاع معدل الإصابة بسرطان القولون لدى الشباب؟
يعد التعرف والتشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا والذين قد يكونون مؤهلين للفحص المبكر أو تظهر عليهم الأعراض.
- ينبغي للأفراد إجراء فحص سرطان القولون (بالتنظير القولوني المنتظم وخزعة القولون) قبل سن الخمسين.
- يجب على الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا والذين تم اكتشاف إصابتهم بالسلائل القولونية لأي سبب من الأسباب أن يخضعوا لمراقبة مستمرة بناءً على عدد وحجم ونسيج السلائل.
- هناك حاجة إلى مواصلة جهود الفحص للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون.
- إن ملاحظة الأعراض المبكرة مثل النزيف، وألم البطن، وفقر الدم، وتغير عادات الأمعاء يمكن أن تساعد في تجنب التأخير في التشخيص.
أهم النقاط: ما الذي يجب أن تعرفه؟
- ثق بغرائزك: إذا شعرت بأي شيء غريب في جسدك، فلا تتجاهله. غالبًا ما نتجاهل الأعراض لأننا لا نريد أن نقلق أو نعتقد أنها ليست شيئًا، ولكن من الأفضل دائمًا أن تكون آمنًا من أن تندم.
- كن استباقيًا: إن إجراء فحوصات منتظمة لسرطان القولون أمر ضروري. لا تنتظر حتى تبدأ الأعراض في الظهور. إذا كان عمرك أكثر من 45 عامًا أو كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون، فاحرص على إجراء الفحص بانتظام.
- اطلب الدعم: قد يشعرك السرطان بالعزلة، ولكن من المهم الاعتماد على نظام الدعم الخاص بك، سواء كان ذلك من العائلة أو الأصدقاء أو مجموعات الدعم. الصحة العاطفية والعقلية مهمة بقدر أهمية الصحة البدنية أثناء العلاج.
- تعرف على الأعراض: إذا لاحظت تغيرات مستمرة في عادات الأمعاء، أو فقدان الوزن غير المبرر، أو وجود دم في البراز، أو التعب، اتصل بطبيبك على الفور.
وفي الختام
يمكن أن يتطور سرطان القولون ببطء، وغالبًا بدون أعراض مبكرة. ولهذا السبب من المهم للغاية الانتباه إلى أي تغيرات في جسمك، خاصة إذا استمرت مع مرور الوقت. إذا لاحظت أعراضًا مثل الدم في البراز، أو آلام في البطن، أو تغيرات كبيرة في عادات الأمعاء، فلا تتجاهلها. راجع الطبيب، وإذا لزم الأمر، قم بإجراء تنظير القولون. بالنسبة لمن تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، فإن الفحوصات الروتينية ضرورية، وإذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون أو عوامل خطر أخرى، فقد تحتاج إلى بدء الفحوصات في وقت أبكر.
لا تنتظر، قم بإجراء الفحص، فقد ينقذ ذلك حياتك!